
بيروت -« برس نت»
علمت «برس نت» من مصادر عربية قادمة من الأردن بأن عمان ودمشق تسعيا لضبط الحدود المشتركة عبر تعاون أمني غير معلن بعد أسابيع من التوتر على جانبي الحدود وعدة محاولات للتسلل في الاتجاهين.
ويرى المراقبون أن اقتراب العمليات العسكرية في جنوب العاصمة السورية وفي مناطق حوران من حدود الجولان المحتل يشكل خطراً إلى جانب محاولات من بعض اأطراف لإحكام «سيطرة على المداخل الحدودية» بين البلدين.
من هنا انتقلت المتابعة إلى داخل الحدود الأردنية حيث سجلت قوات الأمن الأردنية بعض عمليات التسلل باتجاه أراضيها لـ«مجموعات مسلحة لا نعرف انتماءاتها» حسب عدة مصادر متقاطعة تعمل في المجال الإنساني قرب الحدود. ويقول مصدر غربي إنه «من غير المستبعد أن تسعى دمشق لتوريد الفوضى والعنف كما تحاول أن تفعل في لبنان». إلا أن قادمين من الأردن يقولون بأن «الفوضى باتت شاملة على الحدود ذهاباً إياباً» وأن قوات الأمن الأردنية قد شددت الرقابة في الأيام الأخيرة على طول الحدود وحول مخيمات اللاجئين الفلسطينين.
وفي بيروت أكد ديبلوماسي عربي قادماً من الأردن لـ«برس نت» أن الحكومة الأردنية «ستعيد إغلاق الحدود بشكل فعال» لمنع انتقال العنف والقتال إلى أراضيها، مضيفاً «إن ما تتناقله الصحافة الغربية خصوصاً البريطانية حول تدريب قوات للمعارضة في الأردن» قد استفز السوريين كثيراً ويخشى الأردن من «ردة فعل عنيفة من دمشق».
وكشف الديبلوماسي بأن عمان أرسلت وفداً أمنياً رفيع المستوى التقى رئيس الأمن القومي في سوريا اللواء علي مملوك «لطمأنة السوريين»، وأضاف الديبلوماسي المطلع بأن الوفد نقل للمسؤولين في السوريين الذين التقاهم «موقف الملك عبدالله المحايد والرافض لاستعمال الأراضي الأردنية كنقطة انطلاق للأعمال العسكرية ضد سوريا». كما نقل الوفد «رفض الملك لإطلاق يد المعارضة لإدارة المخيمات وتجنيد مقاتلين في صفوف اللاجئين» خصوصاً بأن اللاجئين في الأردن داخل وخارج المخيمات منقسمين بين مؤيد للنظام ومؤيد للمعارضة وهو ما يفسر الاقتتال من حين لآخر داخل المخيمات، وبعض الأحيان في شوراع المدن المحيطة.
وبحسب المصدر الديبلوماسي فإن الوفد أكد لمسؤول السوري أن الأردن لا يدعم خطط إنشاء مناطق عازلة على الجانب السوري من الحدود رغم الإشكالات التي يشكلها وجود اللاجئين على اأراضيه. واستطرد المصدر الديبلوماسي بأن مملوك «نفى أن تكون دمشق وراء إرسال مجموعات مقاتلة إلى الأردن» وأكد له بأنها قد تكون «من الكتائب الجهادية» وأنه دعا الأردن لـ«التعاون لمنع عبور المسلحين في الاتجاهين».